وجَهُها كان ماسياً مصقولاً، غريبا شُذوذة تجاَهُ الأشعه، يُضئ ولا يُضَاء. لا يُرى منه سوى وجه، لا يُقرأ فيه رسم ولا تُنطق على سطور فمه كلمات. مَر بطيئاً كأن به رؤى النسبية تتحقق. يستند باستدارته على زجاج نصف مغلق، يُخفي منه دعاماته ويعكس فوقة أشباح المقابلين الساكنه. هنالك مَسحتان، مَسحة حُزن ومسحة من أديم. الأولى تزين سيارة من تجلس في كُرسِيه الأخير، والثانية تزين بقايا صورتها. عيناها حبيستي جفونها الصغيرة، تضغط على أطرافها في إصرار كسجين عقود تحت الأرض يخشى عَطب الإبصار. تُرفرف على تبتها خصلات من شعر مَسجي، تمضي من يمين إلى يسار في عَشواء. تعزف على جبهتها لحن الطفولة وتُنشد لروح تعاني وهي بريئة. هدأ تحركها حتى زال أثر القصور وإستقرت. جُن العد التنازلي لاشارة المرور فكسرت قيودها وأتمت الثلاثين. تخطتها ثم سكتت. خافت نكوصاً بعد هدي، فلزمت ولم تغادر أرصفتها الصماء. إختارت أن تبقى كجميع من عرفت. إشارةَ لا يبلغها فَنيُ إذا إحتضرت، ينتشي الناس بذهاب ضوئها. يبصق المارة على أقدامها وتَبوُل الِكلابُ أعلى قليلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق