الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

شتاء تحت حكم العسكر

ﺇﻧﺤﺪﺭﺕ القطرة الفضية قسرا تحت قوى الجاذبية الخفية، فسرتها هي بضعفها الخَلقي بلا تذمر. لم تفكر طويلا بالسببية ولا جدوى جهادها الوعر على السطح الواقف كجدار اليهود حول الأراضي المقدسة.
ابتسمت في حزن، وتعلقت بأمل الخير الموعود من الخالق. واصلت ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻰ ﺍﻟﻤﺘﺸﻘﻖ ﻻﺗﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺫﺍﻫﺒة، تسقط ﻓﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ في منتصف بقعة  ﺗﺠﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ – ﻛﺄﻧﻬﻦ ﻳﺨﺸﻴﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ – ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ بعد. عذريتها دُنست، هُتكت أستارها، ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺩﺍﺋﺮﻳﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺇﻧﺘﻬﺖ ﻟﻴﻌﻮﺩ السطح ميتاً ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ.
ﺗﺴﺘﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ ﻳﻀﺮﺑﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ .
ﻓﺠﺄﺓ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭﻳﻌﺒﺮ ﻣﻦ  ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻓﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ..
ﻟﻢ ﻳﺪُﻡ ﻃﻮﻳﻼ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻴﻌﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﺸﺒﺢ ﻤﻈﻠﻢ قاﺑﻊ ﻓﻰ ﺮﻛﻦ خفي ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ..
ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ !!
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻳﺼﺤﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤُﺨﻴﻒ , ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﺗﺘﻘﺎﺗﻞ ..
ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺒﺢ ..
شبح ﻳﻬﺘﺰ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﻡ ..
ﺑﻤﻌﺎﻧﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﺮﺗﺠﻒ !!
ﻳﻬﺪﺃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤُﺨﻴﻒ ﻟﺤﻈﺎﺕ ..
يسود ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻷﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ ..
ﻫﻨﺎلك ﺻﻮﺕ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺢ ..
ﻫﻤﻬﻤﺎﺕ !!
ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﻳٌﺘﻤﺘﻢ ...
ﻫﻞ ﻫﻰ ﻃﻘﻮﺱ ﻷﺣﺪ ﻏﺮﻳﺒﻰ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ؟؟ !
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﺍﺿﺤﺎً
ﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﺮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤٌﺨﻴﻔﻪ
" ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻰ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ "
" ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻰ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ "
ﻟﻴﺲ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً ﺇﺫﻥ .. ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻘﻮﺳﺎ
ً
ﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺳﻘﻂ ﻓﻰ ﺑﻄﻦ ﺣﻮﺕ .. ؟؟ !!
ﺍﻟﻈﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﺗﻮﺣﻴﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ..
ﻟﻜﻦ ..
ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻟﺘﺘﻀﺢ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ..
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ..
ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ..
ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﺢ ..
ﺷﺎﺏ ﻓﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ , ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗٌﺰﻳﻨﻬﺎ ﻟﺤﻴﺔ ﺧﻔﻴﻔﻪ ..
ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﻄﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ..
ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺟﺴﺪﺓ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻯ ﻓﻤﻼﺑﺴﻪ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ..
لم ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺻﻮﺗﻪ ..
" ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻰ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ "
" ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻰ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ "
ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺧﻠﻔﻪ ..
ﺗﻈﻬﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﺗﺮﺗﺠﻒ ..
" ﻳﺴﻘﻂ ﻳﺴﻘﻂ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ "
#في_ذكرى_الشتاء_الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق