إهداء إلى ..
" الـدم المسفوك في مـداخل المـيدان ..
النقاء المذبوح قرباناً في معابد الشيطان ..
الُطهر الباسم محٌلقاً فوق أسوار الطغيان .. "
إلى كل إنسان .......
الأرض لا تشرب الدماء و دماء الشهداء لا تجف .... !
قبض المسخ منها قبضة وصنع منها ملاطاً لدولته .... !
رصف بها حواريه ومهد بالباقي طرقاته .... !
لذا بدمائهم كانت ....
أنا الرواي هنا ...
حادي تعبث بأناملك خلفه على صفحات بائسة , كُتبت بماء الفرات العابق حبرا بعد إنتشال جسور التتر وجثث المقاومين .
تتقصى أثره بعينيك في صمت ملحمي , ترى فيه أبراجَ أدخنةٍ سوداء في إحتراق غير تام لأجساد خرجت من الدنيا بشواء في خيام على أبواب القاهرة الخلفيه. هنا لا تسمع سوى زخات متقطعه تصدر من آلة قتل حملها حامي الأرواح بعد أن إنشق وأخذ في إزهاقها.صوت مقيت يتردد بتلقائية من مكبرات الصوت , يؤكد كذباً على غير الحقيقة.أكوام الجثث في مسجد الفتح بلا أكفان , تتنوع مواضع خروج أرواحها , بعضها مازال يبحث حتى الآن عن باقي أجزاء جسده في كفن لأخر !
لست مميزاً في شئ , أنا أحد هؤلاء الذين يمرون عليك يومياً فلا تذكرهم. وجه مألوف , بنية هزيلة , لا أحمل إسماً ..
فقط يطلقون علي الراوي ,عِشت دهراً طويلاً في هروب منهم .كنت لغزهم الأكبر على مر التاريخ. قالوا عني من أنبئهم بهذا.لا تحاول أن ترفع صوتك لن تسمع سواه ،صوتي أصبح سراً هو الأخر.منذ أن خُلقت الكتابة واكتشفها جدي القديم كنت أنا المسيطر.إحتكرت حروف اللغات ، عيناي إعتادتا مسح الفراغات في الصخور وتحويل نحوتها لكلمات مفهومة.حتى بعد ان جرى القلم على الورق أدمنت رائحة ذلك الخليط - الحبر و الألياف - أظنك نسيتهما. الشاشات الالكترونية ميته!
ظللت محتفظاً بمكانتي فترة.كانت مؤامرة ككل شئ يحدث هنا على تلك الأرض ، لم أسمع صوتي مذ ذلك الحين.
الأنفاق آوتني أنا وأوراقي أسمع وأرى وأدون , لم ينتبه لي أحد.هناك آلاف الأمور أكثر أهمية مني! "الوجبة التالية , المهجع التالي , النجاه من ساكني الأرض , ..."
عانيت الجوع والخوف والمرض معهم لكني لم أنسى ما خٌلقت من أجله مازلت أنا الراوي إياك أن تسخر مني .
إقرأ بصمت فصوتك يزعجني !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق