هل حقاً تحمل الكلمات معانٍ خَفيه، أم أنها لا تَعني شيئا على الإطلاق، روادني ذلك مراراً حتى عجزت عن صياغتة تعبيراً، كعُقدة الطوق. تزداد إنعقاداً بغير ذي مخرج كلما أمعنت في حَلها. إنتبهت لسؤاله رغم رتل الكلمات المار بلا توقيف. دائما يثرثر وأتظاهر بأني أسمعه. أعالج تبرمه الخارج كزفرة، بحلول ببغائي إلى جسدي. أردد نهايات الجمل بلا وعي، وهو يكمل، بلا وعي أيضاً ! وتزداد إضاءة هاتفي اللوحي شحوباً على وجهي.
- كيف يرى الناس الخير في أحلامهم ؟
يتلاقى المحبون، يُسقط كلاً عن وجهه قناعاً ويختفي النقص المتمثل في شخوصهم؛ ليس جُزءً منهم، بل هم هو. يُصرون على قدسية أفكارهم، ويقاتلون أشباح الموتى السائرين، هكذا يرونهم. لا يعلمون أنهم موتى سائرون في أحلام الأخرين !
- توقف..!
إنخفضت شدة إضاءة الهاتف وبات في وضع سكونه. ملولًا ، لا يحتمل إنقطاع مداعبته لثوان. لهذا أسرني في الحقيقة. عندما تنقطع تفاعلاتك الإجتماعية تركن إلى أي شئ يرضي شهوة جسدك ويكفي روحك عناء السخط وخليط المشاعر البشرية المتناقضة. يرد لمساتك بأخرى أقوى.
حدق في لثوان غير مصدق، أعدتها مرة أخرى. وقت طويل منذ أن قاطعته. للمرة الأولى تلكزني كلماته، فتجبرني على الإنتباه. وقلت: أعد ! ..
ُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق