إحتضار قلم
الخميس، 9 أكتوبر 2025
...
السبت، 17 مايو 2025
نهاية العالم
خطت عيناه أفقاً عشوائيا يتسارع فيه البشر بين أروقة المستشفيات لإنقاذ ما تبقى من عرقهم المُقبل على الزوال، يزين أطراف رؤياه، ساحات فضاء بأعمدة من الدخان مشيدة كأبراج كنائس القيامه، بها ألوان من درجات الأسود والرمادي وجثث بلا أجساد، وأكوام من الرماد منثور على بتلات محروقه، إلى أن ينتهي أمام عينين تستقران على جبل يائس يناطح موجا أغرق كل أوتاد الأرض. منتظراً موتاً له لون الشفق قادم من سماوات فوق سماوات، يقترب ببطء فوق حواجز الصوت، فتزداد كآبته إتساعاً ويزداد محيط الحياة ضيقا، فيزيل نصف وجه الأرض ويترك نصفها الآخر شريداً مبتوراً بلا مدار!
الأحد، 23 مارس 2025
تضامن العاجزين
الاثنين، 27 مايو 2024
رفح
السبت، 3 فبراير 2024
عشوائيات
كانت قطة المجاورة السكنية في دوريتها الليلية، تنبش الأحياء في ملل، تحك كتفها بجدار البيت الثالث، كما اعتادت، من أسفل حتى تمرر جذعها إلى حدود الطلاء المتساقط. حبات من الجير الأبيض تشكل حدودا لتآكل روح البناء العتيق. حي من أحياء المساكن الجديدة التي بنيت قبيل الحرب، مغمورٌ برائحة الهواء الرطب، عتيق حداثي كزجاجة براندي وضوضاء عشوائية خافته لا تنتهي. يتألق الظلام ليلا في حلة سوداء، تسانده عمارة المكان، فتأسر كل ضوء يمر بحانات الحي القديمه. مهجورة سوى من أشجار المدخل، زلقة، صلدة، لا يبدو عليها أثر للحياة ، يكاد يخفت لُبها المنقعوع بالماء، فيصير نقطة تنسحب حولها خطوط متعرجه تبدو كأوردةُ نتحت حتى الجفاف. يضطرب الهدوء لحظات لا تنتمي إلى زمن أو نمط يجعل من توقعها أمر مستحيلاً، لكن إحساساً قلقاً كان يضرب جنبات الروح عند كل ارتطام، تتهادى همهات لبشر تخلفوا عن اللحاق بالنائمين، في ذيول الليل، تنخر في حواف النوافذ الخشبية، تجعلها كأنها تنبض بالحياة.
***
السبت، 6 يناير 2024
قصف متواصل
الخميس، 14 سبتمبر 2023
ثلاثون عاماً ١
أكرر داخلي الديكة لا تصيح مع أنوار الفجر، نشاطها عبثياً وحركاتها لا تخضع لأي علاقة خطية. دنداتي بعد غروب الشمس لن تجذب نحوي كل ما هو شرير، لا توجد حدقات دائريه تترصدني فوق دولاب الغرفة العتيق، الوحوش الفلكلورية ليست حقيقية، أشجار الجميز غير مأهولة بالتأكيد، شاطئ المجرى المائي المقابل آمن بعد صلاة العشاء بنفس القدر في الثامنة صباحاً. معدلات الأمان في عالمي منخفضة على كل حال. حينها لم تكن عندي شجاعة كافية للتأكد من فرضياتي، كنت أغمض عيناي هرباً في أغلب الأحيان، فالعقل الجمعي وإن بدا مهووسا يظل أكثر حكمة أمام تمرد عقلاني لطفل ساذج.
أنتبه لتفاصيل غير مهمه أكثر من اللازم.
لا أتذكر أن إحصاء حبات الأرز والبازلاء كان ضمن اهتماماتي اليوميه، وأن إنهاء كلا الصحنين معا في آخر ملعقه يعد إنجازاً شخصياً يسر أرفف الثلاجة الفارغة، ويزعج الحوض المجهز لاستقبال فوارغ الطعام.