كانت قطة المجاورة السكنية في دوريتها الليلية، تنبش الأحياء في ملل، تحك كتفها بجدار البيت الثالث، كما اعتادت، من أسفل حتى تمرر جذعها إلى حدود الطلاء المتساقط. حبات من الجير الأبيض تشكل حدودا لتآكل روح البناء العتيق. حي من أحياء المساكن الجديدة التي بنيت قبيل الحرب، مغمورٌ برائحة الهواء الرطب، عتيق حداثي كزجاجة براندي وضوضاء عشوائية خافته لا تنتهي. يتألق الظلام ليلا في حلة سوداء، تسانده عمارة المكان، فتأسر كل ضوء يمر بحانات الحي القديمه. مهجورة سوى من أشجار المدخل، زلقة، صلدة، لا يبدو عليها أثر للحياة ، يكاد يخفت لُبها المنقعوع بالماء، فيصير نقطة تنسحب حولها خطوط متعرجه تبدو كأوردةُ نتحت حتى الجفاف. يضطرب الهدوء لحظات لا تنتمي إلى زمن أو نمط يجعل من توقعها أمر مستحيلاً، لكن إحساساً قلقاً كان يضرب جنبات الروح عند كل ارتطام، تتهادى همهات لبشر تخلفوا عن اللحاق بالنائمين، في ذيول الليل، تنخر في حواف النوافذ الخشبية، تجعلها كأنها تنبض بالحياة.
***
السبت، 3 فبراير 2024
عشوائيات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق