إتخذت قرارا بأنني في أشد الحاجة إلى مواجهة مخاوفي. أفرغ كل محتويات أدراجي بشكل عشوائي ، أعيد ترتيب وأرشفة قطع متناثره من ذاكرتي الخاصة. لأصنع منها وحوشاً قد تنهش أجزاءً مني حينما أنتهي. لكني لن أتوقف
... تستمر دقات الساعه في مضايقتي بلا توقف كأنها تلح علي أن أتروى، ان أعبث في الأركان عن حل أخر...
لكن خلايا مخي لم تعد قادرة على الاستيعاب. تصيغ مفردات بلا أحرف، وجملا صارخه بلا نوتات صوتيه، كل شئ تخلى عن وجوده فجأه وانزوى يحدق في أجساد صغيره ساكنه. عيونها شاخصة لا تنتمي إلى عالم الأحياء لكن لها القدرة على العبث بنهاياتي العصبية فتصيب أطرافي بشلل لحظي. وتغرق حدقتي في سكون ثلجي تطفو معه فوق طبقات دمعيه تنسكب خارجاً في آليه ولا يرمش لها جفن.
تجاويف عيناي تنقبضان في عصبية راغبة في تحريك لا إرادي لأطرافي حتى تضربها في رفق وتدعك حول جفناي، لئلا يسفر التجمد عن عطب بصري مزمن. لكن شيئا لم يتحرك كأن كل خلية في جسدي أعلنت إستقلالها وأصبحت الجسد اللا مركزي الأول على قيد الحياة.
طورت أيضاً حاله سمعية غير مسبوقة. تهتز فيها كل مجسات أذناي مع وقع أبسط تركيبات الجناس الناقص على الإطلاق
روح الروح
فتستجيب لها كل شعيرات جسدي الغير مرئيه ويتصلب جلدي فيفقد قدرته على التنفس.
نوبات بكاء عشوائيه تظهر كحلزونات هوائية ترتعش معها أوصالي كأوراق الخريف، تتسارع حتى تتلاشى كأن شيئا لم يكن ، تختنق بعدها خلاياي في وفرة من الهواء على إثر إحتراق داخلي، تزيد حرارته قليلاً عن درجة انصهار نواة غير مخصبة لعنصر مشع، تليها إنفجارات صامته تتمزق تحت وطأتها كل الأغشية التى تجعل من مشاعري كياناَ ماديا ملموساً لا يملك أي مهارات خاصه سوى قدرتة على التحطم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق