الخميس، 9 أكتوبر 2025

...

اليوم أعُلن عن وقف إطلاق النار، بعد سبعمائة وثلاثة وثلاثين يوماً. الليله سنشطب سطرا في القائمة الخاصة بكراهية الذات، الليله سيهدأ القصف الخارجي وتبدأ كوابيس الفقد، ستتوقف الشظايا عن التطاير، وتُنزع الأعلام الداوديه عن السرايا. 
سنبدأ في ممارسة الأحضان بلا أطراف و نحلم بالجري بسيقان مبتورة، سنحاول الاستبصار بلا أعين، سنجتهد لشرح ابتساماتنا بما تبقى من عظام الوجه،و سنقضي نهايات النهار في تجميع الفسيفساء، حتى ينتهي الركام أو نكمل بما تبقى من فتات أرواحنا .

السبت، 17 مايو 2025

نهاية العالم

خطت عيناه أفقاً عشوائيا يتسارع فيه البشر بين أروقة المستشفيات لإنقاذ ما تبقى من عرقهم المُقبل على الزوال، يزين أطراف رؤياه، ساحات فضاء  بأعمدة من الدخان مشيدة كأبراج كنائس القيامه، بها ألوان من درجات الأسود والرمادي وجثث بلا أجساد، وأكوام من الرماد منثور على بتلات محروقه، إلى أن ينتهي أمام عينين تستقران على جبل يائس يناطح موجا أغرق كل أوتاد الأرض. منتظراً موتاً له لون الشفق قادم من سماوات فوق سماوات، يقترب ببطء فوق حواجز الصوت، فتزداد كآبته إتساعاً ويزداد محيط الحياة ضيقا، فيزيل نصف وجه الأرض ويترك نصفها الآخر شريداً مبتوراً بلا مدار!

الأحد، 23 مارس 2025

تضامن العاجزين

كان شعوره معُظماً، يلتقط الآلم كمسبار فضائي، يتألم لوخزات الإبر ، ويتبخر مع كل صاروخ يصيب مبنى سكنيا، يكتئب مع الجرحى في بهو المشفى المتهدم، ويتيه مع الموتور في خمسين من أهله دفعة واحدة، يفكر بشكل متزامن، يرتبط ذهنيا بآلاف الدرجات المختلفه من الوعي، فتنفجر مشاعر متناقضه في تتابع بلا توقف.

 في مرحلة ما ظن أنه قد تسامى وارتبطت مشاعره بالجمادات، كان يشعر باختناق النار حينما توشك على الإنتهاء، لكن الحقيقة أنه كان معطوبا،  رئتاه ضعيفتان بشكل بائس، تنكمش خلاياهما بشكل إستباقي وتتحسسان بلا داع. لم تكنا أبدا قادرتين على تحمل سحائب الدخان المتخلفه عن الشرارات المنطفئه، أو ذرات الغبار التي يثيرها الهلع من انقضاء الزمن أو لفحات البرد المنسية على أبواب إبريل، تعاطفه كان وهماً، ضيقه لم يكن تسامياً كان جزءًا من ضعفه البيولوجي، الضعف الذي إستقر بداخله قبل أن يُخلق على هيئته وصار أحق بالملك منه.