متى نصير أطفالاً ونحن قعود في زنازين من الأعداد تمثل أعماراً تشيخ، ننتظر مرغمين صوتاً أجش يثير غثيان البطون الفارغه، يبصق كلماته في رعونه، ينادينا أن نصطف اقتصادا في وقت لا نملكه ويمتلكنا، دقيقة يرميها لحاجة نقضيها!
الأحد، 26 نوفمبر 2017
لحظات
حرب
عندما يبدأ القدر تسلسلاً لا يخلو من سعار، تزداد حماقة كل أولئك الذين ظنوا أنهم قادرون على الفهم، فهم كيف يسير العالم. تتخبط حساباتهم، كاعصار آل إلى أنبوبة إختبار، تنهار كل تلك الفلسفات التي اعتنقوها، تتبدد توقعاتهم، وتصير ورقة اليانصيب كلها بلون الفشل ، تتساقط أخر الأوراق التي تخفي عواراتهم، تتركهم إلى العدم ينبشون ثقباً أخر باستماته لئلا يلتهمهم كل جزء مما قُدر. يتتابع لديهم الليل والنهار في ربع الساعه وتنجلي لهم مخاوف الحشرات في ليالي الظُلمه الغامره. يُتركون -على مضض- أحياء، لأنهم وبقدر أخر من السخرية، رغم هشاشة أضلاعهم القشرية، موصمون بالاستوحاش! كل ماطلبوه أن يُترَكوا إلى ثقوبهم في ثنايا الثرى، وأن يمنحوا رفاهية الهمس الذي يبدوا لسكنى الدار كوشوشة العفاريت!
لكن السحق أبدى من الترك، والطرق أولى من الهمس. والجنون مطية الممسوخين إلى الأماكن المقدسة، ليستزيدوا هوساً يبقيهم على اتصال بما قد يبدوا وَليٌ على ماهو آت، يشحذون وصاية من النصل، يقطعون بها أوصالنا في حميميه، مبتدئين طائفة فوق الطوائف بلون الدم. يُنشئون مقاماً فوق مقابر جماعية، يعبدون أولياء لما يكملوا العاشرة، ويصنعون من رؤوس العجائز طبولاً للحرب، ينقرون في رتابة حلقات الذكر نشيداً للعهد الجديد، عهد الحرب على الأحياء