الشمس تهبط للمغيب، طاقة الزمن تهرول نحو الفناء، أعداد قتلانا في اللانهاية. تنكسر أمام أرواح الشياطين المنتصرة، تنصب احتفالاتها هناك خلف الشفق الأحمر.
تمر الوحدة الزمنية تلو الأخرى بتوقيت الأراضين السبع في عجلة من أمرها تتدافع المرة تلو المرة بلا وعي، بلا نتيجه تتعلق بها في مهب الريح، تبغي الهروب خجلى أو متوجسة ، خائفة من المصير كمؤمنه في بيت فرعون.
معنا نبي !
واليأس يقتل أسرانا ببطء على جبهات الأسرين، يوحي لهم همساً كرسائل المطر فوق أكواخ النائمين جوعاً والُمضربين قسراً بعد إنتزاع الودق من ظهورهم على الصلبان في محاكم التفتيش.
أخرون لم ينتظروا دورهم، مافتئت أنفسهم تبكي عجزاً ، قامت تنال نصيبها بارادتها فشاركت الجائعين جوعهم حتى جاءت الغاشية.
إحترف اليأس صنيعه في أجسادنا ،كأطباء هتلر الملاحظون لأجساد الغجر اليهود ممن تأخروا عن ركب المحرقة إلى التقطيع والإخضاع بفضول من ذهبت عقولهم. يتسلل بعدها للنائمين منا يجز أعناقهم في خشوع المؤمنين بقداسة الفعل، فلا تسمع سوى تأوهات المنحورين ودمعاتهم الباردة تشق طريقها نحو موضع النحر تغسله إستعدادا للتكفين.
دعى النبي ربه أن يبقي لنا على وحدات النهار من الزمن ، أن تعمل الشمس بدوام كلي لا كسوف فيه ولا مغيب، النصر مازال عنا ببعيد لكن اليأس يخاف النور ،يُشعل فيه النار كسجد فيكتور البارد والأوتاد مثبته في قلبه. على الأقل أصبحنا في مأمن من زوار الليل وقسوتهم الناسكه لتستمر معركتنا الأبدية حتى اليقين من زوال الطغاه أو الفناء تحت أقدامهم . بلا خنساء تَرثينا.
خنساءهم تَسُبُ أبنائها وتُرسل في طلبهم أموات غير أحياء !
التطور لم يكن يوماً أكذوبة مخبول كداروين، لكنها حتمية الوجود التي تجعل من البقاء غريزة تدفع القدرات لتفعل المستحيل.
اليأس فعلها!
خرج بين الأزهار كطاعون عمواس في صدور الصحابة. أتى على إحداهن- الأنقى والأضعف - الترابط بين الصفتين دائم.
نيتشة كان محقاً !
تركتها الأخريات حولها ناظرين للشمس وماهم بأهل للدوران خلفها فقط إصطنعوا أن لهم القدرة على ذلك.
صرختها كانت مكتومه ظنوها تهذي، أصبحت كسفينة نوح في قلب الطوفان الخارج من فم التنور ، بلا وحي من السماءيخبرها أين يكون الرسو !
"فرج رزق الله فرج"
تميمة الاسم مركبة بحرفه كتعاويذ السحر الأسود، كانت بلا أحقية في تغيير مساره المرسوم على لوحة الاعلانات. فتح بها طريقا لليائسين خلفه بحجم عقدة تتسع لمقدار الرأس.
تناولتها الزهرة من بعده في دراما من أنكر ثم ذاق !
في حيرة الباحثين عن المعاني ، عن الخير والشر ، عن جدوى الرقاد على موائد الشياطين ، عن ذلة القرابين المقدمة للطواغيت ولا تُقبل، عن الأعراض المنتهكة بدقة المنحوتات الأصلية.
كانت تتردد!
ترتجف في صمت ، تبكي أحيانا لتمتنع عن التفكير ، تهمهم وتشهق وتعاود ،كالنشابين الملتصقين بالجدار يبكون، ترتعش أطرافهم بعد أن فقدت القدرة على إطلاق سهامهم تحت الأسوار، مكتفين بانتظار الاقتحام ودفع أرواحهم لنسيان ما سُلب منهم ، بعضهم قضى عمره وحيدا ، كان أكثرهم بكاء ، لم يكن لدية شئ ليخسره، لم يستطع الجلوس، إعتلى الأسوار وقفز هناك في فم الموت.
كان أكثرهم نقاء !