الاثنين، 27 مايو 2024
رفح
كان خياري أن أتظاهر بأن لا شئ يحدث، أنغمس في البقاء حياً قرب السطح حيث لا يحدث شئ إلا التكاثر والصياح والنفاق والشره، أعبئ عروقي بأكبر قدر ممكن من الدوبامين، وعقلي بالقدر المناسب من المشتتات. لأرتفع بعيداً عن كل ما يحدث على الأرض، يزداد الإرتفاع كلما انتشيت حتى آلامس الجدار السطحي الرقيق، أرى من خلاله ظلال الوحش الوجودي الرابض فوق صدر العالم، يلتهم كل العائمين قرب السطح، يلتهمم من الداخل دون أن يخدش جلودهم ويتركهم يتساقطون من شاهق بلا أي مقاومة، يرتطمون بالقاع لتتغذى عليهم كل مخلفاتهم في سرد عدمي لآخر مراحل التطور البشري. يتوقف بعدها الزمن الذي نعرفه، فتشتعل الثلوج بين الممرات، وتُصيب النيران الأطفال بالبرد، تُغرق الشمس الأرجاء في ظلام دامس ، وتُعيد الرصاصات الموتى إلى الحياة، تسحبهم الجاذبية نحو السماء ، ويتشبث القمر بمداره حول المخيم. وأهالينا لا حول لهم ولا قوة، يقتلهم كل شئ، يقتلهم الليل والنهار، يقتلهم البرد والحر ، يقتلهم الفعل واللافعل، ويقتلنا الخواء والعدم.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)