السبت، 28 فبراير 2015

Oblivion

- امسح برفق نثرات النور على جبين الطفل، إنه الخلاص لكي يبقى.
- لكن..!
- الماضي قادر على ذبحه، يمرر نصل الذكريات على عنقه ثم ينحنى بحركة استعراضية.
- إنتهى ..!

(قبل مُضىّ عمر طويل..)

هل يرون ما أرى ؟ لا أظن !
نظراتي الموزعه بين الشمس وزجاج النافذة، تصنع اطيافا زرقاء تتراقص في خفه، أتابعها إلى أن تزول فتختفي، أنتقل للشمس وأعود للنافذة، تكراراً غير ممل لظاهرة خُلقت لي وحدي، لن أخُبر أحداً. كان صادماً حينما عَلمتُ أن أحدهم يشاركني، الجميع على وجه الدقة عدا الفاقدين للشغف. لم أعد أتطلع للضي ونسيت. وجدت في الأمر المنبوذ راحه، لم تعد الطبيعه تقوى على إحراجي، أن تكون بلا ماضٍ كالمنعمون في الجحيم.
***
الفقد حقيقة، الفراق حقيقة، ولهما الألم وعليهما النسيان. الجهاد معهما أحق أم نسيانهما أولى ؟ تجلي للضعف أم إستلاب للإنسانية، هل لنا أن نحزن بدوام، أم لا يستحق الأمر عناء. هل نجى نوح بعد مصابه و يعقوب بما في صدره، وزكريا قبل النَشرْ ويحيى بلا رأس.

تساؤل ..؟
خُلق الإنسان -بلا إكراه - حراً، يلمس هذا الشئ أو يرى ذاك فَيُكبل !
تتدفق رغماً عنه حكايا، يتبدد أمر النسيان المزعوم، تتطاير صحف الماضي ككتاب البعث العارف بالراحه المقصودة ولا لصاحبه قُدره.
***
يوما ما  كان  قصيراً بدرجة تجلب الخجل، تسحبه أياديهم للخلف دوماً،يرفع وجهه في تأفف ثم يعود، ليس عدلاً !
مازالت روحة ترقد في محراب الشغف لذا كان يسبقهم، أطرافهم تلحقه في جمود ليضعوا أجسادهم كالموتى الأحياء في الفراغ المتخلف ويرددون "الله أكبر"، كان حريصاً على التواجد، بدأ يكره ترديدهم، يشعر أنهم لا يدرون مثله، فقط ماضيهم !
وقف يومها، قسمات وجهها تراصت معلنه عن أمر التحدى وردد..
إمنحني ماضياً أطول، أطول بلا نسيان.
***
ما الحسيات الإ ذكرى !
                                    " بتصرف "
***
إكتنفت الظلمة فراغات صدره، تحققت رؤياه، ونال ما إعتقد أنه أراد، إستحال الى سايبورغ أخر،  ينخر الأرق في عظامه الهشه، يبحث عن النسيان في الخلايا الميته لكن اللعنة أصابتها لتتجدد بعد كل فناء. إنحدر جسده صعوداً في مقامات الفقد، درجه تلو الأخرى ولا ينسى، يبحث رغم خفوت النور عن ذلك الأثر. يهز رأسه بانتظام    كقارئ درويش لاتصيبه هنات السحرة والسائرين على دربهم، يواصل بحثه ويغمغم "أثر الفراشة"، تمنى المس منه وهو يذكر حيناً محدداً عن كل ما يمتلئ به فِيه عقله، يوم أن طلب مدداً وتلقاه، ما ظن أن المنع مطلوب ! يَتوق لسر الزمان في المداواة.
***
كيف يَشِيخ طفلاً ؟
فليرى الأهوال ولا ينسى.
***